كيف تحول مشاريع تحويل النفايات إلى SAF والهيدروجين الأخضر أبوظبي إلى مركز عالمي لإزالة الكربون

Hand balancing Earth with Euro symbols, illustrating global economy.

مقدمة: لماذا الآن؟

تتسارع مبادرات أبوظبي لتحويل كاملية مصادر الطاقة والمواد الخام التقليدية نحو بدائل منخفضة الكربون. الجمع بين مشاريع تحويل النفايات إلى وقود طيران مستدام (Waste-to‑SAF) ومشروعات الهيدروجين الأخضر يمنح العاصمة ميزة مزدوجة: الاستفادة من تيارات النفايات المحلية لتقليل طوفان المطامر، وفي الوقت نفسه إنتاج وقود منخفض الانبعاثات للقطاعات الصعبة مثل الطيران والبحرية والصناعات الثقيلة. أعلنت شركتا مصدر وتدوير (Tadweer) اتفاقية تطوير مشتركة للمشروع التجاري الأول لتحويل النفايات إلى SAF وهو مثال عملي على هذه الاستراتيجية.

الطرق التكنولوجية: من النفايات إلى وقود الطيران ومن الطاقة إلى الهيدروجين

تتضمن مسارات إنتاج SAF من النفايات تقنيات متداخلة مثل غازification المخلفات لإنتاج غاز تخليقي (syngas) يُعالج لاحقاً إلى إيثانول أو ميثانول ثم يُحوّل إلى مركبات قريبة من مكونات الجت‑فويل التقليدي. بعض التقديرات الأولية والمؤسساتية تشير إلى أهداف سعة تحويل تتراوح ما بين 350,000 إلى 500,000 طن نفايات سنوياً اعتماداً على مزيج التغذية والتقنية المختارة، مع قدرة محتملة لإنتاج عشرات الآلاف من الأطنان من SAF سنوياً.

على المسار الموازي، تعمل مشاريع الهيدروجين الأخضر عن طريق التحليل الكهربائي للمياه باستخدام طاقة متجددة (طاقة شمسية أو رياح) لإنتاج هيدروجين منخفض الانبعاثات، والذي يمكن استخدامه مباشرة كوقود أو تحويله إلى أمونيا أو ميثانول كوسائط نقل للطاقة. شراكات بين مصدر وTotalEnergies تدرس تحويل الهيدروجين الأخضر إلى ميثانول ثم إلى SAF كمسار متكامل لخفض انبعاثات الطيران.

الأثر الاستراتيجي والاقتصادي لأبوظبي

الربط بين مشروعات تحويل النفايات وإنتاج الهيدروجين الأخضر يخدم سياسة أبعد من مجرد خفض انبعاثات: إنه يبني قيمة مضافة محلية وسلاسل توريد قابلة للتصدير — أمثلة ذلك تشمل خطط تطوير مناطق صناعية متخصصة وشبكات تصدير أمونيا أو هيدروجين منخفض الكربون عبر ميناء خليفة ومراكز صناعية مثل TA'ZIZ ورويس. مشاريع البنية التحتية هذه مدعومة باتفاقات حكومية واستراتيجية من شركات وطنية ودولية مما يعزز قدرة أبوظبي على المنافسة في أسواق الوقود منخفض الكربون.

  • تأمين التغذية: تدوير النفايات المحلية كمصدر ثابت وخالٍ تقريباً من الاعتماد على المواد الأولية المستوردة.
  • المحتوى التكنولوجي: شراكات دولية لنقل التكنولوجيا وسلاسل التوريد (مثلاً شراكات مع شركات أوروبية ويابانية وكورية في مشاريع الأمونيا والهيدروجين).
  • السياسات الداعمة: سياسات وطنية وإقليمية تهدف إلى إدخال حصص SAF وتشجيع إنتاج هيدروجين منخفض الكربون.

ملخص المشاريع الرئيسة ومؤشرات المتابعة

فيما يلي جدول موجز بالمبادرات الرئيسية التي تُظهر كيف تترابط جهود تحويل النفايات والهيدروجين الأخضر في أبوظبي:

المشروع / المسارالشركاء الرئيسيونهدف أو قدرة مبدئيةالحالة
مشروع تحويل النفايات إلى SAF (أبوظبي)مصدر (Masdar) وTadweerحوالي 500,000 طن نفايات سنوياً (سعة مستهدفة) لتحويلها إلى وقود منخفض الكربوناتفاقية تطوير مشتركة (JDA) للتقدم نحو المرحلة التجارية.
التكامل: الهيدروجين الأخضر → ميثانول → SAFمصدر وTotalEnergies وشركاء صناعيوندراسات جدوى وتحويلات تجريبية تهدف لإثبات الطريق التجاري لمسارات الميثانول→SAFاتفاقيات تقييم وجدوى متقدمة وشراكات بحثية.
مشروعات أمونيا/هيدروجين منخفض الكربون (TA'ZIZ ورويس وغيرها)ADNOC، TAQA، شركاء دوليونأنظمة لإنتاج أمونيا وهيدروجين للتصدير واستخدامات صناعية وبحريةمراحل تنفيذ متقدمة وتشغيل تجريبي وشحنات منخفضة الكربون منه إلى الأسواق الدولية.

نقاط للمراقبة خلال 12–24 شهراً القادمة: توقيع عقود EPC وبدء الأعمال المدنية، اتفاقات offtake طويلة الأجل مع شركات طيران وملاحية، وموافقات بيئية وسلسلة تزويد للمكونات الكهربائية والكهرلية.

خلاصة وتوصيات للمستثمرين وصناع القرار

تضع مزيجة مشاريع تحويل النفايات إلى SAF والهيدروجين الأخضر أبوظبي في موقع استراتيجي بين مصدر المواد الخام (النفايات المحلية)، وبنية تحتية للطاقة المتجددة، وشركاء صناعيين دوليين. للمستثمرين: النظر في فرص التمويل المشروعية لمراحل EPC والتمويل التجاري، والبحث عن شراكات offtake مبكرة مع خطوط طيران ومشغلي بحري. لصناع القرار: تسريع إطار الحوافز، وضمان وضوح قواعد تتعلق بمدى قبول SAF محلياً في محطات الوقود بالمطارات، وتيسير تراخيص البنية التحتية للهيدروجين.

أبوظبي لن تصبح مركزاً لإزالة الكربون بمبادرة واحدة فقط — بل عبر شبكة من المشاريع المتكاملة، والشراكات الدولية، ودعم سياسي واضح؛ والمتابعة الدقيقة للعقود والمراحل التشغيلية خلال 2026 ستحدد ما إذا كانت هذه الطموحات قابلة للتوسع إقليمياً وعالمياً.

مقالات ذات صلة