كيف تجذب مناطق أبوظبي الحرة وتوسع ADGM الشركات العالمية

Elegant Cambodian couple in traditional attire at Angkor Wat with an elephant in the background.

مقدمة — لماذا تنظر الشركات العالمية إلى أبوظبي الآن؟

خلال السنوات الأخيرة شهدت أبوظبي تحولاً منظماً في بنيتها الاقتصادية أدى إلى تصاعد مكانتها كمركز جاذب للشركات متعددة الجنسيات، لا سيما عبر توسع سوق أبوظبي المالي (ADGM) وتطوير مناطقها الحرة المتخصصة. أتاح هذا المزيج من إطار تنظيمي شبيه بالقانون الإنجليزي، وحوافز ضريبية، وقرب من صناديق الثروة السيادية فرصاً فريدة للكيانات العالمية لإرساء قواعدها التشغيلية أو الاستثمارية في العاصمة.

توسع ADGM: أرقام وتطورات حديثة

سوق أبوظبي المالي (ADGM) سجّل نمواً سريعاً في عدد الشركات العاملة والأصول المدارة خلال عامي 2024–2025، مع زيادة ملحوظة في تراخيص صناديق الاستثمار ومديري الأصول وبدخول أسماء عالمية إلى السوق. هذا النمو مدفوع جزئياً برغبة مؤسسات إدارة الثروات العالمية في الاقتراب من القدرة الاستثمارية الضخمة لجهات أبوظبي السيادية، بالإضافة إلى تطوير مساحات مصرفية ومكتبية جديدة على جزيرة المارية ومناطق مالية مجاورة.

أهمية هذا التوسع لا تقتصر على الأرقام فقط بل تشمل أنواع التراخيص والمنتجات المالية الجديدة التي أصبحت ممكنة في نطاق ADGM، ما جعلها منصة جذابة للمؤسسات التي تبحث عن بيئة تنظيمية مستقرة مع قدرة على إدارة الأصول وفتح صناديق خاصة.

مناطق أبوظبي الحرة: مزايا تنافسية وهياكل ضريبية

تتفوق مناطق أبوظبي الحرة في تقديم مزايا عملية للشركات: ملكية أجنبية كاملة، تسهيلات في إعادة أرباح ورأس المال، وإمكانات الحصول على شهادات الإقامة الضريبية. في إطار النظام الضريبي الاتحادي الجديد (الذي دخل تطبيقه منذ 2023)، يمكن لبعض الكيانات المؤهلة في المناطق الحرة الحفاظ على معاملة ضريبية منخفضة أو 0% على دخلها المؤهل شرط استيفاء شروط النشاط وعدم التعامل مع السوق المحلية، ما يجعل هيكل المنطقة الحرة خياراً استراتيجياً للشركات الدولية.

إضافة إلى ذلك، توفر بيئات مثل ADGM إطاراً قانونياً شبيهاً بالقانون التجاري الدولي (قواعد عقود ومحاكم مستقلة)، ما يسهّل عمليات الحوكمة وجذب رؤوس الأموال الأجنبية والاتفاقات عبر الحدود. تستند هذه المزايا أيضاً إلى شبكات اتفاقيات تجنب الازدواج الضريبي التي تملكها الإمارات والتي تفيد الشركات متعددة الجنسيات عند هيكلة عملياتها الإقليمية.

ما الذي يعنيه هذا للمؤسسات والمستثمرين؟ خطوات عملية وخلاصة

الناتج العملي لتوسع ADGM وتنافسية مناطق أبوظبي الحرة يجعل العاصمة منصة مناسبة لعدة استراتيجيات شركاتية: إنشاء مراكز لإدارة الأصول، إطلاق صناديق استثمارية، مراكز إقليمية للبيانات والخدمات المالية، أو قواعد تشغيل لخدمات التكنولوجيا. ومع ذلك، يتطلب القرار فحصاً دقيقاً للشروط الضريبية، والامتثال التنظيمي، ومتطلبات التواجد الاقتصادي الحقيقي (substance).

  • تقييم ملاءمة الترخيص: صندوق، مدير أصول، شركة استشارية أو شركة تجارة دولية.
  • الامتثال الضريبي: التحقق من شروط "الكيان المؤهل" في المنطقة الحرة لتأمين معاملة 0% على الدخل المؤهل.
  • العمليات والبنية التحتية: اختيار موقع (مثلاً المارية، مصفح، أو مناطق صناعية) بناءً على احتياجات الموظفين والبنية اللوجستية.
  • التخطيط القانوني والحوكمة: الاستفادة من أطر ADGM القانونية عند الحاجة لتسوية نزاعات أو هيكلة الصناديق.

في الخلاصة، توفر أبوظبي اليوم مزيجاً من السيولة المؤسسية، والإطارات التنظيمية الموثوقة، والحوافز الضريبية التي تحول العاصمة إلى خيار جاذب للشركات العالمية المتجهة إلى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا. يُنصح المديرون الماليون ومستشارو التأسيس بالتعاون مع مكاتب قانونية وضريبية محلية متخصصة لضمان تطبيق الاستراتيجية بصورة متوافقة وفعّالة.

مقالات ذات صلة