مصدر والطاقة المتجددة والمدينة الذكية: مشاريع تقنية تشغّل مستقبل أبوظبي
مقدمة: نقطة تحوّل للطاقة والتخطيط الحضري
أبوظبي تتجه بسرعة نحو نموذج حضري جديد يجمع بين طاقة متجددة على نطاق غيغاوات، بنى تحتية ذكية، وتجارب معيشية مستدامة. في قلب هذا التحول تقف شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» كمطوِّر ومُنفِّذ لمشروعاتٍ تربط بين قدرات الطاقة النظيفة وتقنيات المدينة الذكية — من محطات ضخِّ الشحن وتخزين الطاقة إلى الزراعة الحضرية والنقل الكهربائي.
في هذا التقرير نلقي ضوءاً عملياً على أبرز المشاريع والمبادرات التي تُؤثِّر مباشرة على اقتصاد العاصمة، جودة حياة السكان، وفرص الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء.
مشروعات الطاقة الكبرى: غيغاوات من الطاقة المتجددة
خلال الاجتماعات والمؤتمرات الدولية والمحلية في 2024–2025 أعلنت مصدَر عن مبادرات طموحة تحول مصادر الطاقة المتجددة إلى طاقة أساسية يمكن الاعتماد عليها على مدار الساعة. من أهم هذه المبادرات نشر مشروع «غيغا-سكيلي» للطاقة الشمسية مع تخزين بطاريات بسعة كبيرة ليقدّم طاقة متواصلة تصل حتى 1 جيجاواط مع هدف تشغيل مبدئي في أواخر 2020s.
هذا التوجّه نحو مشاريع «طاقة متواصلة» يعكس استراتيجية لتحويل الكهرباء المتجددة إلى مصدر أساسي يُنافس محطات التوليد التقليدية ويُلبّي الطلب المتزايد على الطاقة في القطاعات الصناعية والتقنية.
إلى جانب ذلك شكلت مصدَر شريكاً محلياً في مشاريع محلية كبرى مثل مشروع محطة الطاقة الشمسية «العبّان» بقدرة 1.5 جيجاواط (AC) ضمن جهود هيئة مياه وكهرباء الإمارات (EWEC)، ما يعزّز قدرة الإمارات على زيادة السعة الشمسية المركبة لديها.
على الصعيد العالمي واصلت مصدَر توسيع محفظتها التشغيلية والمرسومة مستقبلًا، حيث سجّلت الشركة نمواً ملفتاً في محفظة القدرات التي تبلغ عشرات الجيجاوات في التشغيل والتشييد، كجزء من هدف طموح للوصول إلى 100 جيجاواط خلال العقد المقبل.
من المختبر إلى الشارع: تقنيات المدينة الذكية داخل «مصدر سيتي»
مصدر سيتي تمثّل مختبراً حضرياً عملياً لتقنيات المدن الذكية: أنظمة النقل الكهربائي والمستقلة، الزراعة العمودية داخل الحاويات، أنظمة التظليل الهوائي الذكية، وبُنى تحتية رقمية لدعم مراكز البيانات والبحث العلمي.
- النقل المستدام: تصميم المشهد الحضري بحيث يكون المشي ووسائل النقل الكهربائية والمركبات الذاتية جزءاً من تجربة التنقّل اليومية داخل الحي.
- الزراعة الحضرية والابتكار الغذائي: مشاريع الزراعة العمودية التي تقلّل استهلاك المياه وتوفّر إنتاجاً محلياً طازجاً على مدار العام.
- بنى تحتية رقمية وبحثية: وجود مؤسسات بحثية ومراكز بيانات، واستضافة مؤسسات تعليمية وبحثية متقدمة يعزّز الربط بين البحث العلمي والتطبيق الصناعي.
تتضمن التجارب الحضرية كذلك عمليات اختبار لتقنيات مثل الري الذكي المرتبط بأجهزة إنترنت الأشياء، إدارة النفايات بطرق دائرية، وتجارب لدمج الطاقة الشمسية مع مساحات زراعية حضرية (Agrivoltaics) — كل ذلك بهدف خفض البصمة الكربونية وزيادة مرونة البنية التحتية.
التطبيق العملي والتأثير على السكان
بالنسبة لسكان أبوظبي، تعني مشاريع مصدَر تحسين جودة الهواء، توفّر بنية شحن للمركبات الكهربائية، أحياء أكثر مشيّةً وأقل اعتماديةً على السيارات، وفرص عمل في قطاعات الطاقات النظيفة والتقنية. كما تفتح هذه المشروعات أبواب الاستثمار الأجنبي والمحلي في التقنيات الخضراء.
الخلاصة: ماذا يعني ذلك لأبوظبي والمستقبل القريب؟
أبوظبي تقف على مفترق طريق حيث تُحوّل الطاقة المتجددة إلى قاعدة اقتصادية جديدة، وتُطوّر تجربة حضرية ذكية قابلة للتكرار عالمياً. تركيز مصدَر على مشروعات غيغاوتية، حلول تخزين متقدّمة، وتطبيقات المدن الذكية يجعل من العاصمة منصةً للتجارب التي تربط بين الأمن الطاقي، النمو الاقتصادي، وجودة الحياة.
للمستثمرين: فرص في الطاقات المتجددة، الهيدروجين الأخضر، البنى التحتية للبيانات، وحلول النقل الكهربائي. للمقيمين: تحسينات ملموسة في الخدمات الحضرية وكفاءة الطاقة. ولصانعي القرار: تحدٍّ مستمر لتحقيق التوازن بين تطوير البنية التحتية السريع وحماية الموارد الطبيعية.
تابعوا التطورات — إذ أن مشاريع مثل محطات الطاقة المتجددة ذات الكفاءة العالية وبرامج المدينة الذكية ستُعلن عن مراحل تنفيذية جديدة في الأعوام القليلة القادمة، مع تأثير مباشر على خارطة الاستثمار والحياة اليومية في أبوظبي.